كانت راية بجيلة في أحمس مع أبي شداد بصفين، واسمه قيس بن مكشوح بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عامر بن علي بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار. فقالت بجيلة: خذ رايتنا اليوم. فقال لهم: غيري خيرٌ لكم مني. فقالوا: ما نريد غيرك، فقال: والله لئن أعطيتمونيها لا أنتهي بكم دون صاحب الترس المذهب. وعلى رأس معاوية رجلٌ قائمٌ معه ترسٌ مذهب يستره من الشمس - قالوا: اصنع ما شءت. فأخذها ثم زحف نحوهم وهو يقول: من مشطور الرجز
إن عليا ذو أناةٍ صارم
جلدٌ إذا ما تحضر العرائم
لما رأى ما يفعل الأشائم
قام لدى ذروته الأكارم
الأشيبان مالك وهاشم
ثم زحف فجعل يقاتل حتى انتهى إلى صاحب الترس، وكان في خيلٍ عظيمة، فاقتتل الناس هناك قتالاً شديداً، وكان صاحب الخيل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فشد أبو شداد بسيفه نحو صاحب الترس، فعرض له رومي لمعاوية فضرب قدم أبي شداد فقطعها.