قال رجلٌ من أهل مكة: كنا جلوساً مع الفضيل فقلنا: يا أبا علي كم سنك؟ فقال: من المتقارب
بلغت الثمانين أو جزتها ... فماذا أؤمل أو أنتظر
أتت لي ثمانون من مولدي ... ودون الثمانين ما يعتبر
علتني السنون فأبلينني.........................
ثم نهض، فلما ولى التفت وقال:
........................ فدق العظام وكل البصر
قال القاضي: ولدت سنة ستين ومئة. وأنشدنا: من البسيط
عقد الثمانين عقد ليس يبلغه ... إلا المؤخر للأخبار والعبر
ومن شعر الفضيل بن عياض: من البسيط
إنا لنفرح بالأيام ندفعها ... وكل يومٍ مضى نقصٌ من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً ... فإنما الربح والخسران في العمل
توفي الفضيل بن عياض سنة ست وثمانين ومئة. وقيل سبع وثمانين بمكة.
قال بعض المكيين: رأيت سعيد بن سالم القداح في النوم فقلت: من أفضل من في هذه المقبرة؟ فقال: صاحب هذا القبر، قلت: بم فضلكم؟ قال: إنه ابتلى فصبر، قلت: ما فعل فضيل بن عياض؟ قال: هيهات! كسي حلة لا تقوم لها الدنيا بحواشيها.