قال أبو عبيد البسري: النعم طرد، فمن أحب النعم فقد رضي بالطرد. والبلاء قربة، فمن ساءه البلاء، فقد أحب ترك القربة والتقرب إلى الله عز وجل.
وقال بخيت بن أبي عبيد البسري: رأيت ملك الموت في النوم، وهو يقول: قل لأبيك يصلي علي، حتى أرفق به عند قبض روحه. قال: فحدثت أبي بما رأيت، فقال: يا بني لأنا بملك الموت آنس مني بأمك.
[محمد بن حسان]
قال الحافظ ابن عساكر: أظنه غير أبي عبيد البسري.
قال محمد بن حسان: بينا أنا أدور في جبل لبنان، إذ خرج علي رجل شاب، قد أحرقته الشموس والرياح، وعليه طمر رث، وقد سقط شعر رأسه على حاجبيه. فلما نظر إلي، ولى هارباً مستوحشاً، فقلت: يا أخي، كلمة موعظة، فلعل الله أن ينفعني بها. قال: فالتفت إلي، وهو فار، فقال: يا أخي احذره، فإنه غيور. وأشار إلي: الله لا يحب أن يرى في قلب عبده سواه.
[محمد بن الحسن بن أحمد بن الصباح بن عبد الحميد]
أبو بكر المعروف بابن أبي الذبال الثقفي الأصبهاني الجواربي الزاهد سكن دمشق في جوار ابن سيد حمدويه. وكان إمام مسجد الصاغة بدمشق.