قدم دمشق مع المتوكل، وكان ماجناً مضحكاً وهو بفتح العين وتشددي الباء وكان ينادر المتوكل، وله نوادر.
دخل عَبَّادة المخنث على الواثق، وبعضٌ يُضرب، وبعضٌ يُقتل في خلق القرآن، قال: وبعض يُحبس، قال: فقال عبادة: والله إن امتحنني أمير المؤمنين ليقتلني، ولكن أبدؤه أنا، قال: فقلت: أعظم الله أجرك يا سيدي، قال: فقال لي: ويلك فيمن؟ قال: قلت: في القرآن، قال: فقال لي: ويلك والقرآن يموت؟! قال: قلت: نعم، كل مخلوق هو ميت، فإذا مات القرآن في شعبان، من يصلي بالناس في رمضان؟ فقال: أخرجوه، أخرجوه.
وفي أخرى: فإنه مجنون.
قال محمد بن نشيط قال: بلغني أنه كان لرجل على عَبّادة المخنث دين، فكان يتردد إليه كل يوم، فيقال: ليس هو في البيت، فغلّس عليه يوماً في الثلث الأخير، فدقَّ الباب فقيل: ليس هو ها هنا، فصاح الرجل واستغاث بالجيران. فلما اجتمعوا قال: يا معشر الناس، في الدنيا أحد ليس هو في بيته الساعة؟ فأشرف عليه عَبَّادة من طاق له قال: نعم يا بن الفاعلة، هو ذا أنت لست في بيتك الساعة.
قال محمد بن عبد الرحمن بن فهم: تغذينا عند عياش ومعناه عبادة، فلما فرغنا جاء غلام بجام فيه لَوْزينج فقال له عياش: ضعها خلف الخيش، فقال له عبادة: وإيش فيها جُعلت فداك؟ قال: بظر أمك: فأعضني به.