وجاء من طريق آخر أن قيصر كتب إلى معاوية إني قد وجهت إليك رجلين: أحدهما أقوى رجل ببلادي، والآخر أطول رجل في أرضي، فأخرج إليهما ممن في سلطانك من يقاوم كل واحد منهما، فإن غلب صاحباك حملت إليك من المال وأسارى المسلمين كذا وكذا، وإن غلب صاحباي هادنتني ثلاث سنين.
[قيس بن عباد]
أبو عبد الله الضبعي القيسي البصري عن قيس بن عباد قال:
بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدم قائم أصلي، فجبذني رجل من خلفي، فنحاني، وقام مقامي. فوالله ما عقلت صلاتي. فلما انصرف فإذا هو أبي بن كعب، فقال: يا فتى لا يسوءك الله، إن هذا عهد من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلينا أن نليه. ثم استقبل القبلة فقال: هلك أهل العقدة ورب الكعبة، ورب الكعبة ثلاثاً. ثم قال: والله ما عليهم آسى، ولكن آسى على من أضلوا. قلت: من تعني بهذا؟ قال: الأمراء.
عن قيس بن عباد قال: سمعت عمر يقول: من سمع حديثاً فأداه كما سمع فقد سلم.
وقال: قدمت المدينة ألتمس العلم والشرف فرأيت رجلاً عليه ثوبان أخضران، وهو واضع يده على منكب رجل، وله غدائر، قال: قلت: من هذا؟ قالوا علي، وعمر واضع يده على منكب علي.
عن النضر بن عبد الله أن قيس بن عباد وفد إلى معاوية، فكساه ريطة من رياط مصر، فرأيتها عليه قد شق علمها.