وقيل: كان عمر بمنى فعطش، فانتهى إلى عجوز، فاستسقاها ماء، فقالت: ما عندنا. فقال: لبن. فقالت: ما عندنا. فبدرت جارية فقالت لها: أتكذبين وما تستحين؟! ثم قالت لعمر: هذا السقاء يه لبن. فسأل عمر عن الجارية، فإذا أبوها ثقفي. فزوجها من عاصم، فولدت أم عاصم، فتزوجها عبد العزيز، فولدت له عمر بن عبد العزيز.
وقيل: إنها قالت لأمها لما أمرتها بالمذق، لا أكون ممن يعصي عمر. فقال عمر لابنه عاصم: اذهب إلى موضع كذا وكذا، وانظر جارية كذا وكذا وصفها له فإن كان لها زوج، فبارك الله لزوجها، وإن لم يكن لها زوج فتزوجها، فإني أرجو أن يخرج الله منها سليلة تسود العرب. فذهب وسأل وتزوجها. بكى عمر بن عبد العزيز، وهو صغير قد جمع القرآن، فأرسلت إليه أمه، فقالت: ما يبكيك؟ قال: ذكر الموت. فبكت أمه من ذلك. لما ورد عمر بن عبد العزيز مظالم أهل بيته، وأخذهم بالحق قال مولى لآل مروان، بربري: وأنتم أيضاً تزوجوا بنات عمر بن الخطاب.
[أم عبد الله بنت أبي هاشم]
ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، الأموية. بنت خال معاوية. كتبت إلى النعمان بن بشير تسأله غماً ألقي على لسان زيد بن خارجة بعد موته. فكتب إليها: بسم الله الرحمن الرحيم.
من النعمان بن بشير إلى أم عبد الله ابنة أبي هاشم: سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. فإنك كتبت إلي لأكتب إليك بشأن زيد بن خارجة: وإنه كان من شأنه أنه أخذه وجع في حلقه وهو يومئذٍ من أصح أهل المدينة فتوفي، فأضجعناه لظهره، وغشيناه بردين وكساء. فأتاني آتٍ وأنا أسبح بعد المغرب، فقال: إن زيداً قد تكلم بعد وفاته، فانصرفت إليه مسرعاً، وقد حضره قوم من الأنصار وهو يقول،