قال ابن شهاب: ما اتخذ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاضياً ولا أبو بكر ولا عمر حتى قال عمر للسائب ابن أخت نمر: وجه عني بعض الأمر. حتى كان عثمان قال الزهري: بعض الأمور، وقال: يعني صغيرها.
وعن ابن شهاب عن السائب بن يزيد: أنه كان يعمل مع عبد الله بن عتبة بن مسعود على عشور السوق في عهد عمر بن الخطاب، فكنا نأخذ من النبط نصف العشر مما تجروا به من الحنطة، فقال ابن شهاب: فحدثت به سالم بن عبد الله بن عمر فقال: لقد كان عمر يأخذ من القطنية العشور، ولكن إنما وضع نصف العشر يسترضي النبط للحمل إلى المدينة.
وقيل: مات السائب سنة ثمانين.
[السائب بن يسار أبو جعفر المديني]
مولى بني ليث، المعروف بسائب خاثر، مغن معروف، وكان غنى صوتاً ثقيلاً فقالوا: هذا غناء خاثر غير ممذوق. فلقب خاثراً.
كان منقطعاً إلى عبد الله بن جعفر، فنسب إلى ولائه، وكان عبد الله بن جعفر يخرج به إلى معاوية إذا خرج وغيره من القرشيين، فقال معاوية لعبد الله بن جعفر: هذا الرجل الذي لا يخلو من رقاعكم ومن حوائجكم، ترفعون اسمه في حوائجكم! أي شيءٍ صناعته؟ قال له عبد الله بن جعفر: إن شئت يا أمير المؤمنين أن يدخل عليك، حتى يسمعك بعض صناعته. فدخل على معاوية بن أبي سفيان، وهو على وسادة قد جلس عليها، فقال له عبد الله بن جعفر: أسمع أمير المؤمنين بعض ما عندك. قال: فأسمعه، فلما سمع بعض ذلك قال: قم، لا أقام الله رجليك، والله لقد كدت أن أقوم عن وسادتي. قيل: إن سائباً قتل يوم الحرة.