٢٧٥ - رجل من غسان دخل على عبد الملك بن مروان فكلمه في حوائج قضاها له، فقال: أتأذن لي يا أمير المؤمنين في تقبيل يدك؟ فقال: مه، أما علمت أنها من العرب مذلة، وهي من العجم خدعة؟
[رجل من العراق]
نصب عبد الملك موائد يطعم الناس، فجلس رجل من العراق على بعض الموائد، فنظر إليه خادم عبد الملك فأنكره، فقال له: أعراقي؟ قال: نعم. قال: فجاسوس؟ قال: كلا، دعني أتهنأ بزاد أمير المؤمنين. ثم إن عبد الملك وقف على تلك المائدة فقال: من القائل: من الوافر
إذا الأرط توسد أبرديه ... خدود جوازئ بالرمل عين
وما معناه؟ ومن أجاب فيه أجزناه، والخادم يسمع. فقال العراقي للخادم: تحب أن أشرح لك من قائله؟ وفيما قاله؟ قال: نعم. قال: يقول عدي بن زيد في الخمر. فقال الخادم: يا أمير المؤمنين، أنا أجيبك. قال: قل. قال: يقول عدي بن زيد في الخمر. فتبسم عبد الملك. فقال له الخادم: أخطأت أم أصبت؟ قال: بل أخطأت. قال: يا أمير المؤمنين، هذا العراقي لقننيه. فقال عبد الملك: أنت لقنت هذا الخادم؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: فخطأ لقتنته أم الصواب؟ قال: بل الخطأ قال: ولم؟ قال: لأني كنت متحرماً بمائدتك، فوقف علي فقال: أعراقي أنت؟ قلت: نعم. قال: أنت جاسوس فقلت: دعني لا تنغصني بزاد أمير المؤمنين. قال: فكيف الصواب؟ قال: يقوله شماخ بن ضرار الثعلبي في بقر الوحش، وقد تجزأت بالخضير عن الماء. قال: صدقت. فأجازه، ثم قال: سل حاجتك؟ قال: تنحي هذا عن بابك فإن فيه مشينة.