ابن خويلد بن أسيد بن عبد العزى، أبو عروة القرشي الأسدي الزبيري حدث عن أبيه أن عائشة قالت: سأل أناس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الكهان، فقال لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ليسوا بشيء، فقالوا: يا رسول الله، فإنهم يحدثون أحياناً بالشيء يكون حقاً، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تلك الكلمة الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مئة كذبة.
قوله: فيقرها بضم القاف، معناه الصب، يقال: قرت الحمامة فرخها إذا صبت في حلقه.
وفد يحيى بن عروة على عبد الملك بن مروان فجلس ببابه، فسمع حاجب عبد الملك يتناول من ابن الزبير، فضرب يحيى وجه الحاجب فأدماه، فقال له عبد الملك: من فعل بك؟ قال: يحيى بن عروة، قال: أدخله، فدخل، وقد استوى عبد الملك على فراشه، فقال: ما حملك على ما فعلت بحاجبي؟ فقال له يحيى: عمي عبد الله بن الزبير كان أحسن جواراً لعمتك منك لنا، والله إن كان ليقول لها: من سب أهلك فسبي أهله، وإن كان لينهى حامته وعشيرته وحشمه أن يسمعوها فيكم قذعاً، أنا والله المعم المخول، تفرقت العرب عن عمي وخالي فكنت كما قال الشاعر: