قال أبو الجراح: كانت أمي من ذلك السبي يومئذ يعني يوم أغار خالد بن الوليد على غسان بمرج راهط يوم قضمهم قبل افتتاحهم دمشق. قال: فلما رأت هدى المسلمين وصلاحهم وحسن صلاتهم، وما هم فيه وقع الإسلام في قلبها، فأعجبها ما رأت منهم، فأسلمت، فكانت مع المسلمين. ثم إن أبي طلبها في السبي، فوجدها، فجاء إلى المسلمين، فقال لهم: يا أهل الإسلام، إني امرؤ مسلم، وقد جئتكم مسلماً، وهذه امرأتي قد أصبتها، فإن رأيتم أن تصلوني بها، وتحفظوا حقي، وتردوا علي أهلي فعلتم.
قال: وقد كانت امرأته أسلمت، وحسن إسلامها، فقال لها المسلمون: ما تقولين في زوجك، فقد جاء يطلبك، وهو مسلم؟ فقالت: إن كان مسلماً رجعت إليه، وإن لم يكن مسلماً فلا حاجة لي فيه، ولست براجعة إليه. فلما عرفت إسلامه طابت نفسها بالرجوع، فدفعوها إليه.
[أبو الجعد السائح]
بلغ في سياحته جبل لبنان من أعمال دمشق.
قال أبو الجعد السائح: رأيت رجلاً حسن الوجه كأنه الشن البالي بجبال لبنان، وعليه خرقة، وما معه