حيث يسمعه الصوت ناداه بأعلى صوته: أي أبا عبد الله، اركب فقد حملك الله. فعرف جابر الذي أراد، فأجابه فرفع صوته فقال: أصلح دابتي، وأستغني عن قومي، وسمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من اغبرت قدماه في سبيل الله، حرمه الله على النار. فتواثب الناس عن دوابهم، فما رأينا يوماً أكثر ماشياً منه. وحدث أبو مصبح، عن شرحبيل بن الشمط، عن عبادة بن الصامت قال: دخلنا على عبد الله بن رواحة نعوده، فأغمي عليه، فقلنا: يرحمك الله، إن كنا لنرجم لك الشهادة، وإن كنت لتحب أن تموت على غير هذا. فدخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن نذكر هذا. فقال: ففيم تعدون الشهادة؟ فأرم القوم، وتحرك عبد الله بن رواحة فقال: ألا تجيبون رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ثم أجابه هو فقال: نعد الشهادة القتل في سبيل الله. قال: إن شهداء أمتي إذاً لقليل، القتل شهادة، والبطن شهادة، والطاعون شهادة، والغرق شهادة، والنفساء يقتلها ولدها جمعاً شهادة. المقراء: قرية بدمشق. والنهراء: سكة بالفسطاط.
[أبو مصعب مولى بني يزيد]
قال أبو مصعب: كنت أرى واثلة بن الأسقع يتغدى ويتعشى بفناء داره، ويدعوا الناس إلى طعامه.
[أبو معاوية الأسود الزاهد]
مولى بني أمية. قال القاسم بن عثمان الدمشقي: قلت ليمان بن أبي معاوية الأسود العابد:
رأيت إبراهيم بن أدهم؟ فضحك وقال: وأكبر من إبراهيم بن أدهم. قلت: من؟ قال: سفيان