للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشير - فأكل فأكثر من الأكل، فلحظه معاوية، وفطن عبيد الله بن أبي بكرة، فأراد أن يغمز ابنه فلم يمكنه ولم يرفع رأسه حتى فرغ.

فلما خرج لامه على ما صنع؛ ثم عاد إليه وليس معه ابنه، فقال معاوية: ما فعل ابنك التلقامة؟ قال: اشتكى، قد علمت أن أكله سيورثه داءً.

قال سلم بن قتيبة: مر بي بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة فقال: ما يجلسك؟ قلت: خصومةٌ بيني وبين ابن عمٍ لي ادعى شيئاً في داري.

قال: فإن لأبيك عندي يداً، وإني أريد أن أجزيك بها، وإني والله ما رأيت شيئاً أذهب للدين، ولا أنقص للمروءة، ولا أضيع للذة، ولا أشغل لقلبٍ من خصومة.

قال: فقمت لأرجع، فقال خصمي: ما لك؟ قلت: لا أخاصمك، قال: عرفت أنه حقي؟ قلت: لا ولكني أكرم نفسي عن هذا.

قال: فمررت بعد ببشيرٍ وهو يخاصم فذكرته قوله؛ قال: لو كان قدر خصومتك عشر مراتٍ فعلت، ولكنه مرغاب، أكثر من عشرين ألف ألف.

[بشير بن عقربه ويقال بشر]

أبو اليمان الجهني له صحبة.

روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثين.

حدث عبد الله بن عوف الكناني - وكان عاملاً لعمر بن عبد العزيز على الرملة - قال: شهدت عبد الملك بن مروان قال لبشير بن عقربة الجهني يوم قتل عمرو بن سعيد بن العاص: يا أبا اليمان قد احتجت اليوم إلى كلامك، فقم فتكلم.

فقال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من قام بخطبةٍ لا يلتمس بها إلا رياءً وسمعةً وقفه الله يوم القيامة موقف رياءٍ وسمعة ".

قال بشير بن عقربة: لما قتل أبي يوم أحد أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أبكي، فقال: " يا حبيب ما يبكيك؟ أما ترضى أن أكون أنا أبوك، وعائشة أمك ".

فمسح على رأسي فكان أثر يده من رأسي

<<  <  ج: ص:  >  >>