قال الفرج بن إبراهيم: أنسدنا عبد الله بن عصام قال: أنشدني بعض أصحابنا: من الطويل
أخوك الذي لا ينقض الدهر عهده ... ولا عند صرف الدهر يزور جانبه
وليس الذي يلقاك بالود والصفا ... وإن غبت عنه تتبعك عقاربه
فخذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه ... ولاتك في كل الأمور تجانبه
إذا كنت في كل الأمور معاتباً ... صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
إذا أنت لم تشرب مرراً على القذى ... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
[الفرج بن فضالة بن النعمان بن نعيم]
أبو فضالة التنوخي الحمصي وقيل إنه دمشقي.
حدث عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كنت أغلف لحية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالغالية ثم يحرم.
وحدث فرج بن فضالة، عن العلاء بن الحارث، عن محكول قال: مرض معاذ بن جبل، فأتاه أصحابه يعودونه، فقال: أجلسوني، فأجلسوه فقال: كلمةٌ سمعتها من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: من كان آخر كلامه عند الموت لا إله إلا الله وحده لا شريك له هدمت ما كان قبلها من الذنوب والخطايا، فلقنوها موتاكم. فقيل: يا أبا عبد الرحمن! فكيف هي للأحياء؟ قال: هي أهدم وأهدم.
وحدث عن لقمان بن عامرٍ عن أبي أمامة قال: حججت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حجة الوداع، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألا لعلكم أن لا تروني بعد عامي هذا - ثلاث مرات - فقام إليه رجلٌ طوال أشعث كأنه من أزد شنوءة فقال: يا رسول الله! فما الذي نفعل؟ قال: اعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وحجوا بيت ربكم، وأدوا زكاتكم، طيبة بها أنفسكم تدخلوا جنة ربكم.