للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسه خيفة، وارتاب بكتابه. ولقيه غلام من أهل الحيرة فقال له: أتقرأ يا غلام؟ فقال: نعم. ففض خاتم كتابه ودفعه إلى الغلام فقرأه عليه، فإذا فيه: إذا أتاك المتلمس فاقطع يديه ورجليه واصلبه حياً. وأقبل على طرفة فقال: تعلم والله لقد كتب فيك بمثل هذا، فادفع كتابك إلى الغلام يقرأه. فقال: كلا، ما كان يجسر على بمثل هذا. وألقى المتلمس كتابه في نهر الحيرة؛ ومضى طرفة بكتابه إلى صاحب البحرين، فأمر به المعلى بن حنش العبدي فقتله، وهرب المتلمس فلحق ببلاد الشام وهجا عمراً، وبلغ شعره عمراً فآلى إن وجده بالعراق ليقتلنه، فقال المتلمس من أبيات:

آليت حب العراق الدهر أطعمه ... والحب يأكله في القرية السوس

فضرب المثل بصحيفة المتلمس.

قال الخليل بن أحمد: أحسن ما قاله المتلمس:

وأعلم علم حق غير ظن ... لتقوى الله من خير العتاد

فحفظ المال أيسر من بغاه ... وضرب في البلاد بغير زاد

وإصلاح القليل يزيد فيه ... ولا يبقى الكثير مع الفساد

قال أبو عمرو بن العلاء: كانت العرب إذا أرادت أن تنشد قصيدة المتلمس توضؤوا لها:

تعيرني أمي رجال ولن ترى ... أخا كرم إلا بأن يتكرما

[جرير ويقال حريز بن عتبة]

ابن عبد الرحمن الحرستاني من أهل دمشق.

قال جرير: سمعت أبي يحدث الأوزاعي وأنا جالس قال: سمعت القاسم مولى يزيد بن معاوية يحدث عن أبي أمامة رضي الله عنه قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>