للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عبد الله بن نزار العبسي]

أدرك سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووجهه أبو بكر الصديق بكتابه إلى أبي عبيدة بن الجراح حين توجه إلى فتح دمشق.

عن ابن عباس قال:

ثم سار - يعني أبا عبيدة - حتى إذا دنا من باب الجابية أتاه آتٍ فقال له: إن هرقل بأنطاكية، وقد جمع لك من الجنود جمعاً لم يجمعه أحد من الأمم ممن كان قبله، فانصر نصرك الله، فاختبر أبو عبيدة عن ذلك فوجده حقاً، فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله أبي بكر الصديق خليلفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أبي عبيدة بن الجراح سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد، فإنا نسأل الله أن يعز الإسلام وأهله عزاً منيعاً وأن يفتح لهم فتحاً يسيراً، فإنه بلغني أن ملك الروم نزل قرية من قرى الروم يقال لها أنطاكية، وأنه بعث إلى أهل مملكته يحشرهم إليه، وأنهم خرجوا إليه على الصعبة والذلول، فقد رأيت أن أعلمك ذاك فترى رأيك، ورأيك موفق رشيد والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. قال: فكتب إليه أبو بكر: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله أبي بكر الصديق خليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أبي عبيدة بن الجراح - ومنهم من قال: إنما كتب من أبي بكر، وكان عمر هو الذي أحدث من عبد الله عمر أمير المؤمنين، فكتب أبو بكر - سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد، فقد أتاني كتابك وفهمت ما ذكرت من أمر هرقل ملك الروم، فأما نزوله بأنطاكية فهزيمة له ولأصحابه، وفتح من الله عليك وعلى المسلمين إن شاء الله، وأما حشره لكم بمملكته وجمعه لكم الجموع فإن ذلك إنا نعلم وأنتم تعلمون أنه سيكون منهم ما كان قوم ليدعوا سلطانهم، ولا ليخرجوا من ملكهم بغير قتال، ولقد علمت - والحمد الله - أن قد غزاهم رجال كثير من المسلمين يحتسبون من الله في قتالهم الأجر العظيم، ويحبون الجهاد في سبيل الله أشد من حبهم أبكار نسائهم، وعقائل أموالهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>