للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرب قدماً غير ناكصين، وهذا يوم له ما بعده. ثم قال معاوية: يا زرقاء، لقد شركت علياً في كل ما فعل. قالت له الزرقاء: أحسن الله بشارتك يا أمير المؤمنين وأدام سلامتك، فمثلك بشر بخير وسر جليسه. فقال له: وقد سرك ذلك؟ قالت: نعم، والله لقد سرني قولك، فأنى لي بتصديق الفعل؟ فقال لها معاوية: لوفاؤكم له بعد موته أعجب إلي من حبكم له في حياته، اذكري حاجتك. قالت: يا أمير المؤمنين، إني امرأة آليت ألا أسأل امرأ أعنت عليه شيئاً، فمثلك أعطى عن غير مسألة وجاد عن غير طلب، قال: صدقت. فأقطعها ضيعةً أغلتها في أول سنةٍ ستة عشر ألف درهم، وأحسن صفدها، وردها مكرمة.

[زينب بنت الحسين بن علي]

ابن أبي طالب قدمت دمشق مع عيال أبيها بعد قتله.

حدث حميد بن مسلم الأزدي قال: سماع أذني من الحسين وهو يقول: قتل الله قوماً قتلوك، يعني ابنه علي الأكبر بن الحسين، ما أجرأهم على انتهاك حرمة الرسول، على الدنيا بعدك الدبار. وكأني أرى امرأة خرجت كأنها شمس طالعة تنادي: يا أخاه فقيل: هي زينب بنت حسين وأكبت عليه، فجاء الحسين فأخذ بيدها وردها إلى الفسطاط.

[زينب بنت سليمان بن علي]

ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، الهاشمية كانت مع أهلها بالحميمة من أرض البلقاء، وهي زوج محمد بن إبراهيم الإمام، وإليها ينسب الزينبيون من ولد العباس: لأن زوجها كان له ولدٌ من غيرها فنسب ولدها إليها ليفرق بينهم وبين ولد الزوج الأخرى. وكانت من أولات الفضل، ودخلت على مروان بن محمد عند هلاك إبراهيم بن محمد بن علي الإمام تستأذنه في دفنه، فأذن لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>