عبد الله: ومن هذا الأمير؟ قال: قيس بن عبادة الأنصاري. قال: يقول عبد الله بن سعد: أبعد الله محمد بن أبي حذيفة فإنه بغى على ابن عمه وسعى عليه، وقد كان كفله ورباه، وأحسن إليه، فأساء جواره، ووثب على عماله، وجهز الرجال إليه حتى قتل، ثم ولى عليه من هو أبعد منه ومن عثمان، ومن لم يمنعه بسلطان بلاده حولاً ولا شهراً، ولم يره كذلك أهلاً. فقال له الرجل: انج بنفسك لا تقتل، فخرج عبد الله بن سعد هارباً حتى قدم على معاوية بن أبي سفيان، دمشق.
وتوفي عبد الله بن أبي سرح بعسقلان، حيث خرج معاوية بن أبي سفيان إلى صفين، ولم يخرج معه، وكره الخروج في ذلك المخرج، فتوفي في أيام صفين بعسقلان، ودفن في موضع معروف، يقال له: مقابر قريش، إلى اليوم.
وقيل: مات بالرملة فاراً من الفتنة وهو في الصلاة.
قال يزيد بن أبي حبيب: لما حضرت عبد الله بن سعد بن أبي سرح الوفاة وهو بالرملة، وكان خرج إليها فاراً من الفتنة، فجعل يقول لهم من الليل، أصبحتم؟ فيقولون: لا. فلما كان عند الصبح قال: إني لأجد برد السحر، فانظروا، ثم قال: اللهم، اجعل خاتمة عملي صلاة الفجر. فنظر فإذا هو الصبح فتوضأ ثم صلى فقرأ في ركعة بأم القرآن والعاديات، وفي الأخرى بأم القرآن وسورة، ثم سلم عن يمينه فذهب يسلم عن يساره فقبضت منه روحه.
[عبد الله بن سعد بن فروة البجلي]
مولاهم الكاتب له عقب بعكا.
حدث عبد الله بن سعد عن الصنابجي عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الأغلوطات.