للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا من يعلل باللذات مهجته ... أما ترى رب هذا القصر مهجورا

كان الأنيس ومأوى كل نتجع ... فأصبح اليوم بالبيداء مقبورا

[مزاحم بن أبي مزحم]

مولى عمر بن عبد العزيز أصله من سبي اليزيد، وسكن مكة.

عن مزاحم، قال: خرجت مع عمر بن عبد العزيز في بعض أسفاره. قال: فأمر بشاة فذبحت. قال: فجاء كلب حتى قام علينا، قال: فقال عمر: مزاحميا، ألق له بضعة فإنه المحروم.

وقال: قال لي عمر بن هبيرة: ما تركت لأحد من أهلي ما تركت لك.

وعن سفيان الثوري، قال: قال عمر بن عبد العزيز لمولاه مزاحم: إن الولادة جعلوا العيون على العوام، وإني أجعلك عيناً على نفسي، فإن سمعت مني كلمة تربأ بي عنها، أو فعلاً لا تحبه، فعظني عنده، ونبهني عليه.

قال عمر بن عبد العزيز: أول من أيقظني لهذا الشأن مزاحم، حبست رجلاً فجاوزت في حبسه القدر الذي يجب عليه، فكلمني في إطلاقه، فقلت: ما أنا بمخرجه حتى أبلغ في الحيطة عليه ما هو أكثر مما مر عليه. قال: فقال مزاحم: يا عمر بن عبد العزيز، إني أحذرك ليلة تمخض بالقيامة، في صبيحتها تقوم الساعة، يا عمر، ولقد كدت أنسى اسمك مما أسمع: قال

<<  <  ج: ص:  >  >>