للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبع سنين، ثم انصرف أيضاً. وحدث بمكة وببغداد بالجامع الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخاري عن الفربري، وهي أجل الروايات لجلالة أبي زيد.

قال أبو زيد المروزي: لما عزمت على الرجوع إلى خراسان من مكة تقسم قلبي بذلك، وكنت أقول: متى يمكنني هذا؟ والمسافة بعيدة، والمشقة لا أحتملها؛ فقد طعنت في السن! فرأيت في المنام كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاعد في المسجد الحرام، وعن يمينه شاب، فقلت: يا رسول الله، قد عزمتعلى الرجوع إلى خراسان، والمسافة بعيدة، فالتفت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الشاب بجنبه، فقال: " يا روح الله، تصحبه إلى وطنه؟ " قال أبو زيد: فرأيت انه جبريل - عليه السلام -، فانصرفت إلى مرو، فلم أحس بشيء من مشقة السفر.

ولد أبو زيد النيسابوري سنة إحدى وثلاثمائة، وتوفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.

[محمد بن أحمد بن عبد الباقي]

ابن منصور أبو بكر البغدادي الدقاق المعروف بابن الخاضبة اجتاز بدمشق، وكتب الحديث الكثير بخط حسن صحيح، وكان مفيد بغداد في زمانه، وكان رجلاً صالحاً حسن الأخلاق متواضعاً. حدث عن الخطيب البغدادي.

[محمد بن أحمد بن عبد الخالق]

أبو زرعة روى عن أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي بسنده حكاية عن الشافعي: أنه كان في مجلس مالك بن أنس، وهو غلام، فجاء رجل إلى مالك، فاستفتاه، فقال: إني حلفت بالطلاق الثلاث إن هذا البلبل لا يهدأ من الصياح. قال: فقال له مالك: قد حنثت. فمضى الرجل. فلتفت الشافعي إلى بعض أصحاب مالك، فقال: إن هذه الفتيا خطأ. فأخبر مالك بذلك. قال: وكان مالك مهيب المجلس، لا يجسر أحد أن

<<  <  ج: ص:  >  >>