قال الكلابي: تميم الداري أبو رقية، لا عقب له، مات بالشام.
[تميم بن بشر الأنصاري]
كان من أصحاب معاوية، ووجهه رسولاً إلى القسطنطينية.
قال هشام بن عروة: أسلم جبلة بن الأيهم بن جفنة الغساني، وكان آخر ملوكهم إسلاماً.
ونزل المدينة في خلافة عمر، وذكر تنصره ولحوقه بأرض الروم، فلما غلب معاوية على الملك بعث رجلاً من الأنصار يقال له تميم بن بشر إلى قيصر، فلما دخل عليه سأله عن معاوية، وعن العرب، وعن الشام، فأخبره، ثم قال: هل لك إلى رجلٍ من العرب تلقاه من أهل بيت ملك وشرف؟ قال: نعم.
قال تميم: فأرسل معي إليه، فدخلت عليه في كنيسة، فذكر قصته.
قال تميم: ثم سألني عن حسان فقال: ما فعل ابن الفريعة؟ قلت: صالح وقد ذهب بصره، قال: فإني باعثٌ معك إليه بكسوة وصلة مرتفعة، فإن ذلك رجلاً كان لنا مداحاً، فبعث إليه معي أربع مائة دينار هرقلية، وسبعة أثواب بزيون، ثم قال: قل لمعاوية إن أنكحتني ابنتك، أو عقدت لي الخلافة من بعدك، جئت فدخلت في دينك.
قال: فقدمت المدينة، فلقيت حسان بن ثابت بقباء، فسلمت عليه، فقال: من هذا؟ فقلت: تميم بن بشر قال: كيف أنت يا بن أخي، أين كنت؟ قلت: بالشام، ثم إلى أرض الروم بعثني معاوية إلى قيصر.
قال: هل لك علمٌ بصديق لي هناك؟ قلت: من هو؟ قال: جبلة بن الأيهم.
قلت نعم.
وهو يقرئك السلام.
قال حسان: ما أهدى إلي معك؟ وقد كان جبلة جعل له أن لا يلقى جبلة أحداً يعرف حساناً إلا بعث إليه معه صلةً، فمن هناك قال حسان: هات ما أهدى إلي معك.
قال: وأخبرت معاوية، قلت: رجلٌ قال كذا وكذا.
قال: ذاك جبلة بن الأيهم، وما علي أن أخرجه مما هو فيه بما طلب مني.
قال: فبعثني إليه، فلما انتهيت إلى باب القسطنطينية إذا بجنازةٍ معها القسيسون، قلت: من هذا؟ قالوا: جبلة مات، فرجعت إلى معاوية، فأخبرته الخبر.