وروى عن علي بن عياش الحمصي بسنده إلى أنس بن مالك قال: وضأت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل موته بشهر، فمسح على الخفين.
مات القاسم بن هاشم السمسار سنة تسع وخمسين ومائتين. كان صدوقاً.
[القاسم بن هزان الخولاني الداراني]
قال القاسم بن هزان: حدثني الزهري: أن ابن عمر قرأ في المسجد: " لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ". قالوا: وإنا لنؤاخذ بما توسوس به أنفسنا؟ ونشج عند ذلك حنى أسمعها ابن عباس وهو في ناحية المسجد.
قال الزهري: فحدثني سعيد بن مرجانة أنه حضر ابن عمر فعل ذلك، فقام إليه ابن عباس، فسأله عما حضر من ذلك، فقال: يغفر الله لابن عمر، لقد وجد المسلمون من هاتين الآيتين ما وجد، فشكوه إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" كذلك قال ربكم "، قالوا آمنا وسمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، فقالوها أياماً، فأنزل الله - عز وجل:" آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون " الآية. ثم قال تعالى:" لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، لها ما كسبت " من العمل " وعليها ما اكتسبت " من العمل.
سمع القاسم بن هزان الزهري يقول: لا ترض الناس قول عالم لا يعمل ولا قول عامل لا يعلم؛ فإن أعطاك ذلك فاجتهد رأيك، وناصح الله في أمره مؤثراً له على هواك.
قال عبد الجبار بن مهنا: والقاسم بن هزان هو الذي بنى المسجد بخولان - يعني بداريا - وما أعلمه أعقب بها عقباً.