ابن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي، الأموي وفد على عمر بن عبد العزيز، ولم أجد له ذكراً في كتاب بن بكار.
عن أيوب بن سليمان الرصافي، قال: سمعت أبي يقول: لما ثقلت وطأة عمر بن عبد العزيز على بني أمية اجتمعوا ببابه منكرين لما كان منه، وفي القوم مسلمة بن عبد الملك ومسلمة بن سعيد بن العاص، فقال مسلمة بن سعيد لمسلمة بن عبد الملك: يا أبا سعيد، ما تقول في هذا الأمر الذي نحن فيه؟ فقال: أرى أنه إبراء من الأضرار نزل بكم في دنياكم نقمة عليكم بقول هذا الرجل، وما أرى لكم شيئاً تلجؤون إليه إلا الصبر إلى انقضاء مدته، فإما خلفه من كان يرى بكم ما كان يراه خلفاؤكم وإما اقتدى بسيرته فيكم، فراضكم الصبر على القناعة. فقال له مسلمة بن سعيد: أحلتنا على مدة تعتادونها، ما لي نفس تقوى على هذا، فقوموا بنا.
فدخل الحاجب على عمر فأعلمه بمكانهم، فقال: قد عرفت الأمر الذي جمعهم، والله لا انصرفوا إلا بما يسود وجوههم، أدخل علي زعيمهم مسلمة بن سعيد؛ فأدخله، فسلم وجلس، فأخذ في تقريظ عمر. فقال له: دع هذا وخذ فيما جئت له. فقال: يا أمير المؤمنين، إن الأمر قد أفضى بأهل بيتك إلى ما يرق لهم منه العدو. فقال له عمر: هيهات، تلك أثرة حملها المعتدون على كاهل الدين فأوقروه، إنما يتراد به في صدورهم حسرات لما أسلفوا، والله ما ازددت لهم نظراً إلا ازداد البلاء عليهم ثقلاً. فقال له مسلمة: فادفع إلينا صكاك قطائعنا من خلفائنا. فقال عمر: ذكرتني الطعن وكنت ناسياً، يا جارية ذلك الصندوق؛ فوضع بين يديه، ففتحه وجعل يخرج تلك السجلات فيحرقها كتاباً كتاباً. فقال له مسلمة: لا صبر على هذا. فقال: بلى والله تصبر عليه غير مكرم في دنيا ولا مأجور في دين. فقال له: أراحنا الله منك. فقال له عمر: لا ضير، هلم فيدي معقودة بيدك إلى أن نوافي الموسم، فأجعلها إلى المسلمين، فيكونون هم الذين يختارون