هو لك يا عبد بن زمعة، الولد للفراش وللعاهر الحجر ". ثم قال لسودة: " احتجي منه " لما رأى من شبهه بعتبة؛ فما رآها حتى لقي الله عز وجل.
سألت أبا المجد عن مولده فقال: في سنة اثنتين وخمسين وأربعمئة، وتوفي يوم الإثنين الثامن وعشرين من شهر رمضان سنة خمس وعشرين وخمسمئة، ضحى نهار، وصلي عليه في الجامع بعد العصر، ودفن من يومه بباب الصغير قرب قبر بلال. حضرت دفنه والصلاة عليه.
[معالي بن يحيى بن خلف السلمي]
رجل متأدب، كان يتعانى علم النجوم، ويقول الشعر، ويكتب خطاً حسناً، وكان يسكن درب التميمي، ويعرف بشغتر.
قرأت بخطه ما كتبه إلى ابن خالي أبي الحسن علي بن محمد: " من الكامل "
هضبات مجد ليس تنقصم ... وعرى علاء ليس تنفصم
ومناقب عادت منورة ... بضيائها في العالم الظلم
لابن الذي شهدت لمحتده ... بالفضل دون نفوسها الأمم
الماجد ابن الماجدين ومن ... سمعت له كجدوده الهمم
بحر من المكنون مندفق ... وحياً من المعروف منسجم
في كل صالحة له قدم ... تسعى وكل فضيلة قدم
وإذا تقدم للفخار فلا ... عرب تؤخره ولا عجم
بعلي بن محمد شرفت ... علماء دين الله كلهم
وسموا به عند الملوك على ... ما ساد علمهم وفضلهم
قاض إذا تليت مناقبه ... في الجدب جادت بالحيا الديم
وأخو وجود لا يلم بمن ... أسرى إلى صدقاته العدم
لا تقدر الأيام تسلم من ... بعلا زكي الدين يستلم
جود لكل مودع وطناً ... وحمى لكل مروع حرم