يعطي، فمن أعطيته عن طيب نفس فالله يبارك فيه، ومن أعطيته عطاء عن شرة وشدة مساءلة فهو كالذي يأكل ولا يشبع. ألا وإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ": لا تزال أمة من أمتي قائمة على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس.
قال عبد الله بن عامر: قال لي فضالة بن عبيد: أمسك علي هذا المصحف، ولا تردن علي ألفاً ولا واواً، وسيأتي أقوام لا يسقط عليهم ألف ولا واو. وذكر الحديث.
قال عبد الله بن عامر اليحصبي: كنت عند فضالة بن عبيد الأنصاري صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاءه رجلان يختصمان في باز، فقال أحدهما: وهبته له، وأنا أرجو أن يثيبني منه، وقال الآخر: وهب لي بازاً ولم أسأله إياه ولم أتعرض له. فقال: اردد إليه بازه أو أثبه منه، فإنما يرجع في المواهب النساء وشرار الأقوام.
قال الهيثم بن عمران: كان رأس المسجد بدمشق زمان الوليد بن عبد الملك وبعده، عبد الله بن عامر اليحصبي، وكان يزعم أنه من حمير، وكان يغمز في نسبه، فحضر شهر رمضان فقال: من يؤمنا؟ فذكروا رجالاً وذكروا المهاجر بن أبي المهاجر، فقال: ذاك مولى ولسنا نريد يؤمنا مولى، فبلغت سليمان. فلما استخلف بعث إلى مهاجر فقال: إذا كان الليلة أول ليلة في شهر رمضان فقف خلف الإمام، فإذا تقدم ابن عامر قبل أن يكبر فخذ بثيابه من خلفه ثم اجذبه وقل: تأخر فلن يتقدمنا دعي، وصل أنت بالناس. ففعل.
توفي عبد الله بن عامر سنة ثماني عشرة ومئة.
[عبد الله بن أبي عائشة]
حدث أن عمر بن عبد العزيز لم يغتسل من أهله من حين ولي إلا ثلاث مرات