فدخل غاسل إليه يغسلهن فرأى عرقاً يتحرك من أسفل قدمه، فأقبل علينا، فقال: أرى عرقاً يتحرك، ولا أرى أن أعجل عليه، فاعتللنا على الناس، وقلنا: نغدو، لم يتهيأ أمرنا على ما أردنا. فأصبحنا، وغدا عليه الغاسل، وجاء الناس، فرأى العرق على حاله، فاعتذرنا إلى الناس بالأمر الذي رأيناه. فمكث ثلاثاً على حاله، ثم إنه نشع بعد ذلك، فاستوى جالساً، فقال: ائتوني بسويق، فأتي به، فشربه، فقلنا له: أخبرنا مما رأيت، قال: نعم، إنه عرج بروحي، فصعد بي الملك، حتى أتى سماء الدنيا، فاستفتح، ففتح له، ثم هكذا في السماوات حتى انتهي به إلى السماء السابعة، فقيل له: من معك؟ قال: الماجشون، فقيل له: لم يأن له، بقي من عمره كذا وكذا سنةً.
وذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس الوراق: أن يعقوب مات سنة أربع وستين ومائة.
[يعقوب بن سعيد أبو سعيد الطرميسي]
حدث عن هشام بن عمار بسنده إلى المقدام بن معدي كرب الزبيدي قال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما أكل العبد طعاماً أحب إلى الله من كد يده، ومن بات كالاً من عمله بات مغفوراً له.
[يعقوب بن سفيان بن جوان]
أبو يوسف بن أبي معاوية الفارسي الفسوي الحافظ قدم دمشق غير مرة. ذكر أسماء شيوخه، وروى عن كل واحد منهم حديثاً في أربعة