فأنتم جزرٌ للموت يأخذكم ... كما البهائم في الدنيا لنا جزر
قال أبو علي الأنصاري: فحدثنا بالثلاثين التي وعد.
دخل سابق البربري على عمر بن عبد العزيز فقال له عمر: عظني يا سابق وأوجز. قال: نعم يا أمير المؤمنين، وأبلغ إن شاء الله. قال: هات. فأنشده: من الطويل
إذا أنت لم ترحل بزادٍ من التقى ... ووافيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون شركته ... وأرصدت قبل الموت ما كان أرصدا
فبكى عمر حتى سقط مغشياً عليه.
[سارية بن زنيم بن عمرو]
ابن عبد الله بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الدئل بن عبد مناة ابن كنانة الدؤلي، ويقال: الأسدي، أبو زنيم.
له صحبة، وهو الذي ناداه عمر بن الخطاب من منبر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة وهو بفارس: يا سارية الجبل، وكان أميراً في بعض حروب الفرس.
وعن ابن عباس وغيره قالوا: قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد بني عبد بن عدي فيهم الحارث بن وهبان وعويمر بن الأخرم وحبيب وربيعة ابنا ملة، ومعهم رهط من قومهم فقالوا: يا محمد، نحن أهل الحرم وساكنه وأعز من به، ونحن لا نريد قتالك، ولو قاتلك غير قريش قاتلنا معك، ولكنا لا يقاتل قريشاً، وإنا لنحبك ومن أنت منه، وقد أتيناك، فإن أصبت منا أحداً خطأ فعليك ديته، وإن أصبنا أحداً من أصحابك فعلينا ديته، إلا رجلاً منا قد هرب، فإن أصبته أو أصابه أحدٌ من أصحابك فليس علينا ولا عليك، وأسلموا، فقال عويمر بن الأخرم: دعوني آخذ عليه. قالوا: لا، محمد لا يغدر ولا نريد أن نغدر به. فقال