قال أبو صالح مفلح بن عبد الله: أقمت أربعين يوماً ما شربت، فلما مضى أربعون يوماً أخذ بيدي الشيخ أبو بكر محمد بن سيد بن حمدويه، وحملني إلى بيته، فأخرج لي ماء، وقال: اشرب، فشربت، فحكت امرأته أنه قال لها: اشربي فضلة رجل له أربعون يوماً ما شرب ماءً. قال أبو صالح: وما اطلع أحد على تركي لشرب الماء أحد إلا الله. جاء رجل إلى أبي صالح فقبل رأسه وقال: كان لي كيس فيه أربع مئة درهم ففقدته، ولم يفتح لي دكان. فقال: توضأ وصل ركعتين، فإن الله يرد عليك الكيس، فتوضأ، ودخل المسجد إلى الموضع الذي رسمه له الشيخ، فصلى ركعة، فلما قام إلى الثانية قطع الصلاة، ومضى يعدو. فقال الشيخ: قد رد عليه الكيس إلا أنه ما أتم الصلاة. فغاب ساعة ورجع، فجاء إلى الشيخ فقبل رأسه وقال: إلى الله، وإليك المعذرة، وذكرت أني كنت طمرته في زنبيل الملح، وكنت قبل أن أجيك أخرجت زنبيل الملح على باب الدكان، فخشيت أن يجيء إنسان فيأخذه. فقال له الشيخ: امض، فتمم الصلاة. توفي أبو صالح سنة ثلاثين وثلاث مئة.
[أبو صفوان بن علقمة الرعيني]
أحد الزهاد.
قال أبو صفوان: شهدت عمرو بن عبيد ويونس بن عبيد يتناظران في المسجد الحرام في قول الله عز