قلت: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال:" أن تهجر ماكره الله ".قلت: فأيّ المجاهدين أفضل؟ قال:" من جاهد نفسه في طاعة الله، وهجر ما حرّم الله ". قلت: فأيّ ساعات اللّيل أفضل؟ قال:" جوف اللّيل الآخر، فإن الله يفتح فيه أبواب السّماء، ويطّلع فيه إلى خلقه، ويستجيب فيه الدّعاء ".
قال البيهقيّ: ويشبه أن يكون سؤاله إيّاه عن الأعمال بعدما لحق بقومه ثم عاد بعد ظهور الإسلام ونزول شرائعه. والله التّوفيق.
عمر بن يحيى بن زكريّا
أبو حفص أظنه بعلبكّيّاً كتب عنه بعض أهل بعلبكّ.
عمر بن يحيى الأسديّ
حكى عن أحمد بن أبي الحواري، عن أبي صالح، قال: قال أبو إسحاق الفزاريّ: بينا أنا قاعد وإبراهيم بن أدهم وعليّ بن بكاّر ومخلد بن الحسين في مسجد المصيّصة، إذ دخل علينا رجل عليه أثر السّفر، فقال: أيّكم إبراهيم بن أدهم؟ فأشار إليه بعضنا؛ فقال: أكلّمك. فقام إبراهيم إلى سارية فكلّمه فقال: أنا غلامك، ومعي عشرة آلاف درهم وفرس وبغل. فقال إبراهيم: أنت حرّ وما معك لك، اخرج. ثم عاد إلينا كأنه لم يسمع شيئاً.