وحدث عن يحيى بن حمزة بسنده إلى أنس بن مالك، أن رسول الله حروف قال: ما من بلد إلا سيدخله الدجال إلا الحرمين: مكة والمدينة؛ ما من نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافين يحرسون، فيسير حتى يأتي السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى فيها كافر ولا منافق إلا خرج إليه.
كان أبو نصر من سبي الترك، وكان له ديوان فتركه؛ وكان ثقة صاحب سنة.
وتوفي ببغداد سنة خمس وثلاثين ومئتين وهو ابن ثمانين سنة أو أكثر.
[منصور بن جعونة بن الحارث العامري]
وقد على عمر بن عبد العزيز.
حدث نوفل بن الفرات: أن عمر استعمل جعونة بن الحارث على ملطية، فغزا، فأصاب وغنم ووفد ابنه على عمر، فلما أخبره الخبر قال له عمر: هل أصيب من المسلمين أحد؟ قال: لا، إلا رويجل. فغضب عمر وقال: رويجل! رويجل! مرتين؛ تجيئوني بالشاة والبقرة. ويصاب رجل من المسلمين؟! لا تلي لي أنت ولا أبوك عملاً ما كنت حياً.
كان منصور بن جعونة عاملاً على الردها في آخر خلافة بني أمية، فامتنع من بيعة بني العباس، فحصره المنصور وهو عامل للسفاح على الجزيرة، فلما فتح الرها هرب منصور ثم أومن فظهر، فلما خلع عبد الله بن علي أبا جعفر ولاة شرطته، فلما هرب عبد الله إلى البصرة اختفى منصور، فدل عليه في سنة إحدى وأرعبين ومئة، فأتى به المنصور فقتله، وقيل إنه أومن من بعد هروب عبد الله فظهر، ثم وجدت له كتب إلى الروم بغش الإسلام فقتله لذلك.