أنوارها، وألح عليه إلى أن أجاب إلى الخروج، وحمل إلى نيسابور، وسئل عن كيفية الرجوع إلى نيسابور فقال: ما كنت أجوز أن أقف عن منفعة الطالبين بالإفادة؛ ثم ترك ذلك وعاد إلى بيته واتخذ في جواره مدرسةً لطلبة العلم وخانقاه للصوفية، وكان قد وزع أوقاته على وظائف الحاضرين من ختم القرآن، ومجالسة أهل القلوب، والقعود للتدريس بحيث لا يخلو لحظةً من لحظاته ولحظات من معه عن فائدةٍ إلى أن نقله الله عز وجل إلى كريم جواره بعد مقاساة أنواع من القصد والمناوأة من الخصوم، والسعي به إلى الملوك، وكفى به الله وحفظه، وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى ومجالسة أهله؛ وتوفي سنة خمسٍ وخمس مئة، ودفن بظاهر قصبة طابران بمدينة طوس.
[محمد بن محمد بن مرزوق البعلبكي]
حدث عن الوليد بن مسلم، بسنده إلى أبي بكرة أنه دخل المسجد والناس ركوعٌ، فركع دب راكعاً حتى دخل الصف؛ فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" زادك الله حرصاً ولا تعد ".
وحدث عنه بسنده إلى أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال:" تفضل صلاة الرجل في جماعةٍ على صلاته خمساً وعشرين درجة ".
[محمد بن محمد بن مكي بن يوسف]
أبو أحمد الجرجاني القاضي حدث عن علي بن محمد الصائغ، بسنده إلى أنس قال:
جاء علي إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه ناقةٌ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" ما هذه الناقة؟ " قال: حملني عليها عثمان؛ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا علي اتق الدنيا فإن من كثر