بطست من ماء، أو بترس فيه ماء، فوضع بالأرض، فما ثنى سنبكه فشرب هجنه، وما شرب ولم يثن سنبكه عربه، وذلك لأن في أعناق الهجن قصراً، فهي لا تنال الماء إلا على تلك الحال، وأعناق الخيل العتاق طوال فهي لا تثني سنبكها لطول أعناقها.
نزل زيد بن صوحان على سلمان بن ربيعة كأنه ينظر ما يعمل، فكان إذا تعار من الليل قال: سبحان الله رب النبيين وإله المرسلين، قال: ثم يصلي ركعات ويقول: يا زيد، اكفني نفسك يقظان أكفك نفسك نائماً.
كان سلمان بن ربيعة الباهلي غزا بلاد الترك في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقتل ببلنجر، فجعل أهل تلك الناحية عظامه في تابوت، فإذا احتبس عليهم القطر أخرجوه فاستسقوا به فسقوا.
قتل سلمان بن ربيعة ببلنجر من بلاد أرمينية سنة تسع وعشرين، وقيل: سنة ثلاثين. وقيل: مات سنة إحدى وثلاثين
[سلمان بن ناصر بن عمران بن محمد]
ابن إسماعيل بن إسحاق بن يزيد بن زياد بن ميمون بن مهران أبو القاسم الأنصاري النيسابوري أحد تلاميذ الإمام أبي المعالي الجويني، كان مقدماً في علم الأصول والتفسير، وسمع بدمشق، وكان ذا دين وورع وتقدّم في علم الكلام. وله تصانيف في أصول الدين، وهو الذي شرح كتاب الإرشاد الذي صنفه الجويني.
حدث عن أبي الحسين محمد بن مكي بن عثمان بن عبد الله الأزدي بسنده عن أبي النضر المدني: أنه سمع كتاباً كتبه عبد الله بن أبي أوفى عمر بن عبيد الله بن معمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتظر ذات يوم في بعض مغازيه حتى إذا مالت الشمس قام في الناس فقال: لا تمنوا لقاء العدو، فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون بهم " وفي رواية لعلكم لا تثبتون " وسلوا الله العافية، فإن أتوكم فاثبتوا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف، ثم دعا فقال: اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم.