للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما نزل بعبد الله بن شداد الموت دعا ابناً له، يقال له محمد، فأوصاه فقال: يا بني، إذا أحببت حبيباً فلا تفرط، وإذا أبغضت بغيضاً فلا تشطط، فإنه كان يقال: أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما، وكن كما قال هدبة العذري:

وكن معقلاً للحلم واصفح عن الخنا ... فإنك راء ما عملت وسامع

وأحبب إذا أحببت حباً مقارباً ... فإنك لا تدري متى أنت نازع

وأبغض إذا أبغضت بغضاً مقارباً ... فإنك لا تدري متى أنت راجع

ومن شعر هدبة:

عسى الكرب الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب

فيأمن خائف ويفك عان ... ويأتي أهله النائي الغريب

[هذيل بن زفر بن الحارث بن عمرو]

الكلابي شهد مع أبيه وقعة المرج، ونجا هارباً معه. وكان سيداً رئيساً.

قال هشام: تبع ناس من شيعة بني أمية من باهلة وحمير زفر بن الحارث يوم مرج راهط، ومعه ابناه: الهذيل ووكيع، فقتلوا وكعياً، وعبر زفر والهذيل جسر منبج وقطعاه.

قال ربيعة بن كعب: كنت مع عمر بن عبد العزيز وسالم بن عبد الله نسير بأرض الروم، فعارضهم الهذيل بن زفر بن الحارث، فقال عمر بن عبد العزيز لسالم بن عبد الله: هل تدري من

<<  <  ج: ص:  >  >>