وكانت له بلاغة ولسن، وكان بخيلاً، وكان بسر من رأى يستهدي الرطب، وكان له صديق يوجه كل يوم بسلة رطب مع غلام له، فقال له: إن الغلام يشعث السلة فاختمها، ففعل، فوجدها قد تشعثت فقال له: إن أردت أن تبرني بها فاختمها بعد أن تودعها زنبورين يكونان فيها، فكان يجيئه بها، فإذا فتحها طار الزنبوران، وعلم أن اليد لم تدخل فيها وتوفي جعفر بن عبد الواحد سنة ثمان وخمسين، وقيل سنة ثمان وستين ومئتين.
وقال أبو أحمد الحسن بن محمد يرثي عمه القاضي جعفر بن عبد الواحد:
ما اختص أهلوك بالرزايا ... كل على فقدك المرزا
وما المعزي عليك أولى ... من المعزى بأن يعزى
[جعفر بن عمرو بن أمية]
ابن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة الضمري المديني حدث عن أبيه قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحتز من كتف، فيأكل منها، فدعي إلى الصلاة فقام، وطرح السكين فصلى ولم يتوضأ.
وحدث عن أبيه قال: قلت يا رسول الله، أرسل وأتوكل، أو أقيد وأتوكل؟ قال: بل قيد وتوكل.
وكان جعفر أخا عبد الملك بن مروان من الرضاعة، فوفد على عبد الملك بن مروان في خلافته فجلس في مسجد دمشق، وأهل الشام يعرضون على ديوانهم، قال: وتلك اليمانية حوله يقولون: الطاعة الطاعة، فقال جعفر: لا طاعة إلا لله فوثبوا عليه، وقالوا: توهن الطاعة، طاعة أمير المؤمنين! حتى ركبوا الأسطوان عليه، قال: فما أفلت إلا بعد جهد، وبلغ الخبر عبد الملك فأرسل إليه فأدخل عليه، فقال: أرأيت؟ هذا من عملك، أما والله