اليوم، في داره برحبة يعقوب، ولم يغير سيبه، وكان السواد في شعر رأسه ولحيته كثيراً. وأخبرني أن مولده في آخر سنة أربع - أو أول سنة خمس - وعشرين ومئتين. وكان أسمر إلى الأدمة أعين نحيف الجسم مديد القامة فصيح اللسان. ولم يؤذن به أحد، واجتمع عليه من لا يحصيهم عدداً إلا الله، وصلي على قبره عدة شهور ليلاً ونهاراً، ورثاه خلق كثير من أهل الدين والأدب، فقال ابن الأعرابي في مرثية له طويلة: من الخفيف
حدث مفظع وخطب جليل ... دق عن مثله اصطبار الصبور
قام ناعي العلوم أجمع لما ... قام ناعي محمد بن جرير
فهوت أنجم لها زاهرات ... مؤذنات رسومها بالدثور
وغدا روضها الأنيق هشيماً ... ثم عادت سهولها كالوعور
يا أبا جعفر مضيت حميداً ... غير وان في الجد والتشمير
بين أجر على اجتهادك موفو ... ر وسعي إلى التقى مشكور
مستحقاً به الخلود لدى جن ... نة عدن في غبطة وسرور
[محمد بن جعفر بن إبراهيم بن عيسى]
أبو جعفر النسوي الرامراني الفقيه أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال: محمد بن جعفر بن إبراهيم بن عيسى النسوي أبو جعفر الفقيه، من أهل الرامران، وهي قرية على أقل من فرسخ من مدينة نسا. وكان أبو جعفر من الفقهاء الثقات المعدلين. وكان حسن الحديث، صحيح الأصول. توفي سنة ستين وثلاث مئة.
[محمد بن جعفر بن الحسن بن سليمان]
ابن علي بن صالح أبو الفرج، يعرف بابن صاحب المصلى، البغدادي حدث محمد بن جعفر البغدادي، عن إبراهيم بن مروان المرواني، بسنده إلى أم كرز قالت: