للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتسمى له، فقال: ادخل، فدخل، وهو قاعد، يصفي نبيذاً، وقد أصلح بيته بما يصلح به مثله، فقال: المعذرة إلى الله، وإليك، لا والله ما عرفتك، وما الذنب إلا لك حين لم تعرفنا بنفسك، فنقضي حقك، ونبلغ الواجب من برك، فأظهر له قبول العذر، فقال له الهيثم: أستعهدك من قول يسبق منك في، فقال: ما قد مضى فلا حيلة فيه، ولك المان فيما يستأنف، قال: وما الذي مضى جعلت فداك؟ قال: بيت مر، وأنا فيما ترى، قال: فتنشدنيه؟ فدافعه، فألح عليه، فأنشده:

إذا نسبت عدياً في بني ثعل ... فقدم الدال قبل العين في النسب.

وأنشد أبو شبل لأبي نواس في الهيثم تمام هذه الأبيات:

للهيثم بن عدي في تلونه ... في كل يوم له رحل على خشب

فما يزال أخا حل ومرتحلاً ... إلى الموالي وأحياناً إلى العرب

له لسان يزجيه بجهوره ... كأنه لم يزل يغدى على قتب

لله أنت فما قربى تهم بها ... إلا اجتلبت لها الأنساب من كثب

فعاد إليه الهيثم لما بلغته الأبيات، فقال: يا سبحان الله! أليس قد جعلت لي عهداً ألا تهجوني؟ فقال: " وأنهم يقولون ما لا يفعلون ".

توفي الهيثم بن عدي سنة ست ومئتين. وقيل: سنة سبع ومئتين.

[الهيثم بن عمران بن عبد الله]

ابن جرول أبي عبد الله، أبو الحكم العبسي حدث عن جده عبد الله بن أبي عبد الله قال: حل ببني إسرائيل بلاء مرة، فاجتمعوا في مجمع لهم، فقالوا لرجل من عظمائهم: قم،

<<  <  ج: ص:  >  >>