فأسأل عن فلان، وادفع كتابي هذا إليه، وقبض منه مالك، ثم انصرف بالجارية. قال: ومضيت. فلما دخلت البخراء سألت عن اسم الرجل فدللت عليه، فدخلت عليه، ودفعت الكتاب إليه فقبله، ووضعه على عينيه ودعا بعشرة آلاف دينار، فدفعها إلي وقال: هذا كتاب أمير المؤمنين. يعني: الوليد بن يزيد.
[عبد الرحمن بن عمرو]
ابن عبد الله بن صفوان بن عمرو أبو زرعة النصري - بالنون - الحافظ الدمشقي شيخ الشام في وقته، وداره بدمشق.
حدث عن أحمد بن خالد عن محمد بن إسحاق عن عياض بن دينار قال: دخلت المسجد وأبو هريرة يخطب الناس خليفة لمروان على المدينة أيام الحج في يوم الجمعة، قال: قال أبو القاسم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم التي تليها على أشد نجوم السماء إضاءة. قال: ونحن الآخرون السابقون، وذلك أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، اليهود غداً والنصارى بعد غد، وهذا اليوم الذي اختلفوا فيه، وهدانا الله له، في يوم الجمعة ساعة لا توافق مؤمناً وهو يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه. قال أبو القاسم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، ويفيض المال، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج. قيل: يا رسول الله، ما الهرج؟ قال: القتل، القتل، القتل.
قال أبو زرعة: سألني أحمد بن مدبر عن بيع الكلأ فأعلمته أن الأوزاعي يقول: الناس فيه أسوة. قال أبو زرعة: فتظلم إلى ابن مدبر رجل من الرعية على رجل يدعي كلأ له فلم يعده، وقال: فقيه أهل الشام لا يرى لك حقاً.
توفي أو زرعة بدمشق سنة ثمانين، وقيل: سنة إحدى وثمانين ومئتين.