للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا ليت شعري هل تغير بعدنا ... جنوب المصلى أو كعهدي القرائن؟

وهل آدر بين العقيق عوامر ... من الحلي، أم هل بالمدينة ساكن

إذا برقت نحو الحجاز سحابة ... دعا الشوق منها برقها المتيامن

وما أزعجتنا رغبة عن بلادنا ... ولكنه ما قدر الله كائن

فشهقت شهقة وخرجت ميتة.

[امرأة يزيد بن سنان]

شاعرة. ضرب عبد الملك بن مروان بعثاً إلى اليمن، فأقاموا سنتين حتى إذا كان ذات ليلة وهو بدمشق، قال: لأعسن الليلة مدينة دمشق، ولأسمعن الناس ما يقولون في البعث الذي أغزيت فيه رجالهم، وأغرمت فيه أموالهم، فبينا هو في بعض أزقتها إذا هو بصوت امرأة قائمة تصلي، فتسمع إليها، فلما انصرفت إلى مضجعها قالت: اللهم، يا غليظ الحجب، ويا منزل الكتب، ويا معطي الرغب، ويا مؤوي العزب، ويا مسير النجب، أسألك أن تؤدي غائبي، فتكشف به همي، وتصفي به لذتي، وتقر به عيني، وأسألك أن تحكم بيني وبين عبد الملك بن مروان الذي فعل بنا هذا، فقد صير الرجل نازحاً، والمرأة متقلقلة على فراشها، ثم أنشدت تقول: من الطويل

تطاول هذا الليل فالعين تدمع ... وأرقني حزن فقلبي موجع

فبت أقاسي الليل أرعى نجومه ... وبات فؤادي عانياً يتقرع

إذا غاب منها كوكب في مغيبه ... لمحت بعيني آخر حين يطلع

إذا ما تذكرت الذي كان بيننا ... وجدت فؤادي للهوى يتقطع

وكل حبيب ذاكر لحبيبه ... يرجي لقاه كل يوم ويطمع

<<  <  ج: ص:  >  >>