وفي يوم الجمعة لست عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة تسعين وثلاثمئة ورد السجل إلى دمشق بولاية للمطهر بن بزال دمشق وعزل غلي بن فلاح عنها، وركب المطهر إلى الجامع فصلى الجمعة، وقرئ سجله على المنبر، وتجهز علي بن فلاح للمسير إلى الحضرة، وورد مظفر سنة أربعمئة وأظهر سجلاً يذكر فيه أنه قائد الجيوش، فلما بلغ ذلك ابن بزال هرب، فبلغ ذلك مظفراً فأنفذ خلفه الخيل، فلحقوه ورجلوه عن فرسه، وضرب وجرح في يده جرحاً واحداً، وركب مظغر من وقته وخلصه منهم، ثم أخذه إليه وجعله في خيمة وقيده، وقال: ما أمرت بقتلك وإنما أمرت بأن أحاسبك على ما عندك من المال.
وقيل: إنه لما كان في عشي هذا اليوم سير بابن بزال موكلاً به، ووصل الخبر إلى دمشق من بعلبك بأن المطهر بن بزال مات ببعلبك في يوم السبت لتسع خلون من شهر رمضان من هذه السنة - يعني إحدى وأربعمئة، وذلك أنه كان قد ضمن ببعلبك، وخرج إليها، فاعتل ومات.
[مطهر بن محمد بن إبراهيم]
أبو عبد الله الشيرازي، اللحافي، الصوفي سمع بدمشق.
روى عن أبي العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي، بسنده إلى علي بن يونس المدني، قال: كنت جالساً في مجلس مالك بن أنس حتى إذا استأذن عليه سفيان بن عيينة قال مالك: رجل صالح وصاحب سنة، أدخلوه. فلما دخل سلم، ثم قال، السلام خاص وعام، السلام عليك أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته. فقال له مالك: وعليك السلام أبا محمد ورحمة الله وبركاته. وقام إليه وصافحه، وقال: لولا أنه بدعة لعانقتك، فقال سفيان: قد عانق من هو خير منا ومنك. فقال له مالك: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعفراً؟ فقال له