قال أبو عمر الدمشقي: سئل أبو عمر عن الزهد فقال: أن يزهد فيما له مخافة أن يهوى ما ليس له. كان أبو عمر يقول في قوله عز وجل للملائكة " اسجدوا لآدم ": قال: أراد به امتحانهم وأن يعريهم من شواهد أحوالهم وأفعالهم. وقال أبو عمر: الخائف من يخاف من نفسه أكثر مما يخاف من الشيطان. قال أبو عمر: كما فرض الله على الأنبياء إظهار الآيات والمعجزات ليؤمنوا بها، كذلك فرض على الأولياء كتمان الكرامات حتى لا يفتنوا بها. توفي أبو عمر سنة عشرين وثلاث مئة. وقيل: سنة أربع وعشرين، وقيل: سنة عشر وثلاث مئة.
[أبو عمرو]
ويقال: اسمه زرعة السيباني، الشامي الفلسطيني والد أبي زرعة يحيى بن أبي عمرو حدث عن عقبة بن عامر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" صلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في أعطان الإبل ". وحدث عن عقبة أنه مر برجل هيئته هيئة رجل مسلم. فسلم، فرد عليه عقبة: وعليك ورحمة الله وبركاته، فقال له الغلام: أتدري على من رددت؟ فقال: أليس برجل مسلم؟ فقالوا: لا، ولكنه نصراني. فقام عقبة فتبعه حتى أدركه، فقال: إن رحمة الله وبركاته على المؤمنين، لكن أطال الله حياتك وأكثر مالك.