أو اثنتين أخرج ابن خازم عهده، وقام بأمر الناس ولقي العدو فهزمهم، وبلغ الخبر المصرين والشام فغضبت القيسية وقالت: خدع قيس وابن عامر، فأكثروا في ذلك حتى شكي إلى معاوية فبعث إليه فقدم به فاعتذر مما قيل فيه. فقال له معاوية: قم فاعتذر إلى الناس غداً، فرجع ابن خازم إلى أصحابه فقال: إني قد أمرت بالخطبة، ولست بصاحب كلام، فاجلسوا حول المنبر، فإذا تكلمت فصدقوني، فقام الغد فحمد الله ثم قال: إنما يتكلف الخطبة إمام لا يجد منها بداً، أو أحمق يهمر من رأسه لا يبالي ما خرج منه، ولست بواحد منهما، وقد علم من عرفني أني بصير بالفرص وثاب عليها وقاف عند المهلك، أنفذ بالسرية، وأقسم بالسوية، أنشدكم بالله من كان يعرف ذلك مني لما صدقني، فقال أصحابه حول المنبر: صدقت. فقال: يا أمير المؤمنين، إنك فيمن نشدت، فقل بما تعلم فقال: صدقت.
كان عبد الله بن خازم غلب على خراسان، وكتب إليه عبد الملك عام قتل مصعب بولايته على خراسان، وبعث بالكتاب مع سورة بن أبجر الدارمي فقال له ابن خازم: لولا أني أكره أن أضرب بين بني تميم وسليم لقتلتك، ولكن كل كتابك فأكله، فكتب عبد الملك إلى بكير بن وشاح بن بني عمرو بن سعد: إن قتلت ابن خازم أو أخرجته من خراسان فأنت الأمير. فقتل بكير ابن خازم، وأقام والياً حتى قدم أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، فعزله، وولى أمية.
وقتل عبد الله بن خازم بخراسان سنة إحدى وسبعين. وقال ابن سعد: في سنة سبع وثمانين أتي برأس ابن خازم.
[عبد الله بن خليفة بن ماجد]
أبو محمد الغثوي من أهل الغثاة من حوران.
حدث عن أبي الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار بن الكريدي بسنده إلى أبي هريرة قال: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أكرم الناس؟ قال: أتقاهم لله عز وجل. قالوا: يا رسول