أبو عبد الله المروزي الفقيه الحافظ حدث عن كثير بن محمد التميمي، بسنده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من آتاه الله وجهاً حسناً، واسماً حسناً، وجعله في موضع فير شائن له، فهو من صفوة الله في خلقه ". قال ابن عباس: قال الشاعر:
أنت شرط النبي إذ قال يوماً ... اطلبوا الخير من حسان الوجوه
قال أبو عبد الله محمد بن جابر: رأيت من لا يحصى كثرة من الأئمة المقتدى بهم يرفعون أيديهم إذا كبروا لافتتاح الصلاة حذو مناكبكم، وإذا ركعوا، وإذا رفعوا رؤوسهم من الركوع. فإن قال قائل: فإن مالك بن أنس لم يكن يرفع يديه إلا عند الافتتاح، وهو أحد أعلامكم الذين تقتدون بهم، قيل له: صدقت، هو من كبار من يقتدى به، ويحتج به، وهو أهل لذلك، رحمة الله عليه، ولكنك لست من العلماء بقوله: حدثنا حرملة بن عبد الله التجيبي، أنبأنا عبد الله بن وهب قال: رأيت مالك بن أنس يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع من الركوع. قال أبو عبد الله: فذكرت ذلك لمحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وهو ناب أصحاب مالك بمصر والعالم بقوله وما مات مالك عليه، فقال: هذا قول مالك وفعله الذي مات عليه، وهو السنة، وأنا عليه، وكان حرملة على هذا.
مات أبو عبد الله الحافظ سنة سبع وسبعين ومئتين، وهو في حد الكهولة.
[محمد بن جبير بن مطعم بن عدي]
ابن نوفل بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أبو سعيد القرشي ثم النوفلي من أهل مكة، وفد دمشق على معاوية وعلى عبد الملك بن مروان.