فلما كان عشية يوم الجمعة، جاؤوا كما كانوا، وخاضوا في حديثي، فلما رأيتهم قد اجتمعوا، أخذت تاسومتي بيدي، وأخذ أصحابي نعالهم، وسرت حتى جزت القوم، ثم عطفت عليهم، فقلت: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: هكذا أنزل إلي، وهكذا علمت الناس، ووقع عليهم الصفع، فلم يزل عليهم حتى غشي عليهم، وانصرفوا بخزي عظيم، ولم يعودوا إلى مثل ذلك.
وسار بحديث أبي علي النقار الركبان إلى سائر الأمصار.
[الحسن بن محمد المؤم بن الحسن]
ابن علي بن عبيد الله بن الحسين الأصغر بن علي بن الحيين بن علي بن أبي طالب الكوفي سكن دمشق.
قال: كنت بالكوفة وأنا صبي في المسجد الجامع وقد جاء القرامطة بالحجر الأسود.
وكان أهل الكوفة قد رووا عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال: كأني بالأسود الدنداني من أولاد حام قد دلى الحجر الأسود من القنطرة السابعة من مسجدي هذا، يقال له: رخمة، وذكروا اسمه بالخاء رخمة.
قال: فلما دخلوا المسجد قال السيد القرمطي: يا رخمة بالخاء، قم، فقام أسود دنداني من أولاد حام كما ذكر أمير المؤمنين فأعطاه الحجر وقال: اطلع إلى سطح المسجد، ودل الحجر، فأخذه وطلع، فجاء يدليه من القنطرة الأولى، وكأن إنساناً دفعه إلى الثانية، وكان كلما أراد أن يدليه من قنطرة مشى إلى قنطرة أخرى حتى وصل إلى القنطرة السابعة ودلاه منها، فكبر الناس بتولي أمير المؤمنين وبصحيح قوله.