النار، ينظر إليها الجهال ناراً تأجج، وأهل السماء ينظرون إليها روضة خضراء! ثم سكت.
قدم دمشق من أنطاكية سنة سبع وأربعين وثلاث مئة.
الحسن بن الحرّ بن الحكم
أبو محمد ويقال أبو الحكم النخعي ويقال الجعفي الكوفي ويقال إنه مولى بني الصيداء وهم من بني أسد بن خزيمة قدم دمشق لأجل التجارة وحدّث بها، وهو ابن أخت عبيدة بن أبي لبابة وخال حسين بن علي الجعفي.
روى الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة أنه سمعه يقول: أخذ علقمة بيدي، وأخذ ابن مسعود بيد علقمة، وأخذ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيد ابن مسعود في التشهد: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. قال ابن مسعود: إذا فرغت من هذا، فقد فرغت من صلاتك، فإن شئت فاثبت، وإن شئت فانصرف.
قال أبو أسامة: استقرض معاوية أبو زهر من الحسن بن الحر أو الحر خمسة آلاف درهم، فلما تيسرت عنده أتاه بها، فأبى أن يقبلها فقال له: يا أخي، ما المذهب في هذا وأنا عنها غني؟ قال: العق بها زبداً وعسلاً.
قال أبو أسامة: أوصى عبدة بن أبي لبابة للحسن بن الحر بجارية كانت له عند موته، قال: فمكثت عند الحسن دهراً لا يطأها، فقيل له في ذلك فقال: إني كنت أنزل عبدة مني بمنزلة الوالد، فأنا أكره أن أطلع مطلعاً اطلعه.