قال أبو السمح: أدركت زماناً إذا سمعنا بالرجل قد جمع القرآن حججنا إليه فنظرنا إليه.
وثقه قوم، وضعفه الأكثرون. توفي في سنة ست وعشرين ومئة. وكان يقص بمصر.
[درباس بن حبيب بن درباس]
ابن لاحق بن معد بن ذهل، ويقال: درواس بن حبيب بن درواس وفد على هشام بن عبد الملك.
حدث الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء المقرئ قال: سمعت عاصم بن الحدثان يحدث أن البادية قحطت زمن هشام بن عبد الملك، فقدمت وفود العرب من القبائل؛ فجلس هشام لرؤسائهم، فدخلوا عليه وفيهم درباس بن حبيب وله أربع عشرة سنة، عليه شملتان، له ذؤابة، فأحجم القوم وهابوا هشاماً، فوقعت عين هشام على درباس فاستصغره فقال لحاجبه: ما يشاء أحد يصل إلي إلا قد وصل حتى الصبيان! فعلم درباس أنه يريده، فقال يا أمير المؤمنين، إن دخولي لم يضرك ولا أنقصك ولكنه شرفني، وإن هؤلاء قدموا لأمر فأحجموا دونه؛ وإن الكلام لنشر، وإن السكوت طي لا يعرف إلا بنشره؛ قال: فانشر لا أبالك وأعجبه كلامه. فقال: إنه أصابتنا سنون ثلاث، فسنة أكلت اللحم، وسنة أذابت الشحم، وسنة أنقت العظم؛ وفي أيديكم فضول أموال، فإن كانت لله عز وجل ففرقوها على عباد الله، وإن كانت لهم فعلام تحبسونها عنهم؟ وإن كانت لكم فتصدقوا بها، فإن الله عز وجل يجزي المتصدقين، ولا يضيع أجر المحسنين، يا أمير المؤمنين، أشهد