عن رجل من بني زهرة، قال: لمّا هلك عبد الرّحمن بن عوف بعث عثمان بن عفّان سهل بن حنيف يقسم ماله بين ولده، فأخذ بيد عمر بن عبد الرّحمن وكانت أمّه سهلة بنت عاصم بن عديّ فقال له: يا ابن أختي، أنت والله أحبّ القوم إليّ علانيةً غير سرّ، وذلك من قبل الأنصاريّات الّلاتي ولدنك؛ وإني أوصيك بوصيّة إن حفظتها فهي خير لك من مال أبيك، وإن تركتها لم ينفعك ما ترك أبوك لو كان لك. قال: ما ذاك؟ أوصني. قال: يا ابن أختي، اعلم أنه لا عيلة لمصلح ولا مال لخرق، واعلم أنّ الرّقيق ليسوا بمال وهم جمال، واعلم أن خير المال العقد وشرّ العقد النّضح، هي كانت أموالنا في الجاهليّة، حتى كان أحدنا سفيهاً بولده وخادمه؛ فأما إذ ركبتم الدّواب ولبستم الثياب فليست من أموالكم في شيء، فإن كنت لابدّ منها شيئاً فاتّخذ مزرعةً إن عالجتها نفعتك، وإن تركتها لم تضرّك.
قال عمر بن عبد الرّحمن: فحفظت وصيّة خالي، فكانت خيراً لي ممّا ورثت من أبي.
عمر بن عبد الرّحمن بن محمد
ويقال: ابن عبد الرّحمن بن أحمد، أبو القاسم ويقال: أبو الفرج الطّرسوسيّ سكن درب القرشيّين.
روى عن القاضي أبي بكر يوسف بن القاسم الميانجيّ، بسنده إلى ابن عبّاس، قال: قالت قريش لليهود: أعطونا شيئاً نسأل هذا الرّجل. قالوا: سلوه عن الرّوح.