أجنادين ومرج الصفر، سنة ثلاث عشرة، وقيل: إنه بقي إلى زمن عثمان.
وعن أبي بكر بن عبد الرحمن، أن الحارث بن هشام كاتب عبداً له، في كل أجل شيء مسمى. فلما فرغ من كتابته أتاه العبد بماله كله، فأبى الحارث أن يأخذه وقال: لي شرطي ثم إنه رفع ذلك إلى عثمان بن عفان عليه السلام فقال عثمان: هلم المال اجعله في بيت المال، ونعطيه في كل أجل ما يحل، وأعتق العبد قال أبو موسى: هذا قول مالك وأهل المدينة.
[الحارث بن يمجد الأشعري القاضي]
ولي القضاء بدمشق في أيام الوليد بن يزيد بن عبد الملك. يمجد أوله ياء مضمومة والميم ساكنة وبعدها جيم مكسورة ودال.
حدث الحارث بن يمجد عن عبد الله بن عمرو قال:
الناس في الغزو جزآن، فجزء خرجوا يكثرون ذكر الله عز وجل والتذكر به، ويجتنبون الفساد في المسير، ويواسون الصاحب، وينفقون كرام أموالهم؛ فهم أشد اغتباطاً بما أنفقوا من أموالهم منهم بما استفادوا من دنياهم. فإذا كانوا في مواطن القتال استحيوا من الله عز وجل في تلك المواطن أن يطلع على ريبة في قلوبهم، أو خذلان للمسلمين. فإذا وردوا على الغلول طهروا منه قلوبهم وأعمالهم، فلم يستطع الشيطان أن يفتنهم ولا يكلم قلوبهم. فبهم يعز الله دينه ويكيد عدوه. وأما الجزء الآخر، فخرجوا فلم يكثروا ذكر الله عز وجل ولا التذكر به، ولم يجتنبوا الفساد، ولم ينفقوا أموالهم إلا وهم كارهون، وما أنفقوا من أموالهم رأوه مغرماً، وحدثهم به الشيطان. فإذا كانوا عند مواطن القتال كانوا مع الآخر الآخر، والخاذل الخاذل، واعتصموا برؤوس الجبال ينظرون ما يصنع الناس، فإذا فتح الله