وقال أبو عبد الرحمن السلمي: صحب الشبلي ومن فوقه من البغداديين، وهو أوحد المشايخ في طريقته من لزوم الشريعة، والرجوع إلى علم الظاهر، وحفظ الحديث.
قال الخطيب: كان الدارقطني والشيوخ يعظمونه. وحكى لنا أبو العلاء أن أبا الحسين البيضاوي حضر عند أبي مسلم يوماً، وفي رجل البيضاوي نعل ليست بالجيدة، قد أخلقت، فوضع أبو مسم مكانها نعلاً جديدة، وأخذها، وذلك بغير علم من البيضاوي. فلما قام لينصرف طلب نعله فلم يجدها، ورأى النعل الجديدة مكانها، فبقي متحيراً، وسأل عن نعله، فقال له أبو مسلم: هذه نعلك يا أبا الحسين - يعني الجديدة - وأمره بلبسها.
قال الخطيب: فحدثني القاضي أبو العلاء الواسطي: أنه توفي بمكة للنصف من ذي القعدة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، ودفن بالبطحاء بالقرب من فضيل بن عياض.
وقال محمد بن أبي الفوارس: كان أبو مسلم بن مهران قد صنف المسند، والثوري، وشعبة، ومالكاً، وأشياء كثيرة.
[عبد الرحمن بن أبي الرجال]
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة ابن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري المدني كان ينزل بعض ثغور الشام