بني، من آنسه الله بقربه أعطاه أربع خصالٍ: عزاً من غير عشيرة، وعلماً من غير طلب، وغنًى من غير مال، وأنساً من غير جماعة. ثم شهق شهقةً فلم يفق إلى الغد، حتى توهمت أنه ميتٌ، ثم أفاق فقام وتوضأ، ثم قال: يا بني كم فاتني من الصلوات؟ قلت: ثلاث. فقضاها ثم قال: إن ذكر الحبيب هيج شوقي، وأزال عقلي. قلت: إني راجع فزدني. قال: حب مولاك، ولا ترد بحبه بديلاً: فإن المحبين لله هم تيجان العباد وزين البلاد. ثم صرخ صرخةً، فحركته فإذا هو ميت، فما كان إلا بعد هنيهةٍ إذا بجماعة من العباد منحدرين من الجبل. فصلوا عليه، وواروه، فقلت: ما اسم هذا الشيخ؟ قالوا: شيبان المجنون. قال سالم: فسألت أهل الشام عنه فقالوا: كان مجنوناً، هرب من أذى الصبيان. قلت: فهل تعرفون من كلامه شيئاً؟ قالوا: نعم، كلمةً، كان إذا خرج إلى الصحاري يقول: فإذا ما لم أجن بإلهي فبمن؟ وربما قال: فإذا ما لم أجن بك ربي فبمن؟.
[السائب بن أحمد بن حفص]
ابن عمر بن صالح بن عطاء بن السائب بن أبي السائب أبو عطاء القرشي المخزومي العماني من أهل البلقاء.
حدث عن أبيه بسنده عن سحيم مولى بني زهرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يغزو هذا البيت جيشٌ، فيخسف بهم في البيداء ".
[السائب بن حبيش الكلاعي]
من أمراء دمشق، وكان على دواوين قنسرين في خلافة بني مروان.
حدث عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: قال لي أبو الدرداء: أين مسكنك؟ قال: قلت: في قريةٍ دون حمص. قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما من ثلاثة في قريةٍ زاد في حديث آخر: ولا بدو ولا يؤذن ولا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، عليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية.