الطّفيل وقطعت يده، ثم استبلّ وصحّت يده؛ فبينما هو عند عمر بن الخطّاب إذ أتي بطعام فتنحّى عنه؛ فقال عمر: مالك؟ لعلّك تنحّيت لمكان يدك؟ قال: أجل. قال: لا والله لا أذوقه حتى تسوطه بيدك، فوالله ما في القوم أحد بعضه في الجنّة غيرك. ثم خرج عام اليرموك في خلافة عمر بن الخطّاب مع المسلمين فقتل شهيداً.
[عمرو بن العاص بن وائل]
ابن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤيّ بن غالب أبو عبد الله، ويقال: أبو محمد، القرشيّ، السّهميّ صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أسلم طوعاً في الهدنة، وهاجر، واستعمله النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جيش ذات السّلاسل، وفيه أبو بكر وعمر، وبعثه إلى عمان، وأمرّه عمر في فتوح الشّام ثم ولاّه مصر، وولاّه إيّاها عثمان؛ روى عن النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث. ودخل دمشق قبل الفتح برسالة من أبي بكر، وشهد فتح دمشق، وكان له بها دار عند سقيفة كرمس في جيرون، ودار في ناحية باب الجابية ما بين دار الشّعّارين وزقاق الهاشميّين، ودار تعرف ببني حجيجة في رحبة الزّبيب، ودار تعرف بالمارستان الأوّل عند عين الحمى. وشهد اليرموك أميراً على كردوس.
حدّث، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جهاراً غير سرّ يقول: " إنّ آل فلان ليسوا لي بأولياء، إنّما وليّي الله وصالح المؤمنين ".