جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال: يا أمير المؤمنين، جاءت بي الحاجة، وانتهت الغاية، والله سائلك عما أقول. فقال له عمر: أعد علي ما قلت. فأعاد عليه، فنكس عمر رأسه، وأرسل عينيه حتى ابتلت الأرض بدموعه، ثم قال له: ما عيالك؟ قال: أنا وثلاث بنات لي. ففرض له في ثلاث مئة، وفرض لبناته لكل واحدة مئة درهم، وأعطاه مئة درهم. قال: هذه لك، وإذا خرج عطاء المسلمين أخذت معهم.
[أعرابي شاعر]
سرق سرقة في خلافة عمر بن عبد العزيز، فأمر عمر بقطع يده، فقال: يا أمير المؤمنين، اسمع مقالي، ثم افعل ما ترى. فقال له: قل، فأنشأ يقول: من الطويل
يميني أمير المؤمنين أعيذها ... بعفوك أن تلقى نكالاً يشينها
ولا خير في الدنيا ولا في نعيمها ... إذا ما شمال فارقتها يمينها
ولو أن أهلي يعلمون لسيرت ... إليك المطايا عينها وقطينها
فقال: يا أعرابي، هذا حد من حدود الله، وتركه ذنب. فقال: يا أمير المؤمنين، اجعل هذا من الذنوب التي تستغفر الله منها. فأمر بتخليته.
[رجل من أهل اليمامة]
أتى عمر بن عبد العزيز، فقال: يا أمير المؤمنين، إني قد بلغت غايتي، والله سائلك عن مقامي هذا. قال: قل. قال: عاملك باليمامة غصبني حقي، واعتدى علي في إبلي. قال: فإن الله قد عزل عنك العامل، ورد عليك ظلامتك. يا غلام، اكتب إليه. فخرج الأعرابي وهو يقول: من الرجز
يا أيها المظلوم في بلاده ... ائت الأمير عمراً فناده